العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
ترأست الأميرة للا حسناء ، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إلى جانب باتريسيا إسبينوزا، المديرة التنفيذية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي ، الخميس ببون، دورة رفيعة المستوى مخصصة ليوم التربية حول موضوع “شراكات دولية من أجل مكافحة التغيرات المناخية عن طريق التربية”.
وألقت الأميرة للا حسناء خطابا افتتاحيا أثناء هذا اليوم المخصص للتربية المدعوم من طرف الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي خلال كوب 23، وذلك بحضور السيدة باتريسيا إيسبينوزا،و شيمال ماجومدار، مدير المركز الدولي للتعليم والتكوين التقني والمهني (يونيسكو -انيفوك) و ميريسايني فونيفاغا، وزيرة المراة والاطفال وتقليص الفقر بدولة فيجي.
وذكرت الأميرة في كلمتها بالأهمية القصوى للتربية على التنمية المستدامة التي تعتبر في الوقت الحالي رافعة أساسية لإحداث تغيير عميق في سلوك المواطنين وكذلك مواجهة رهانات الاحترار المناخي.
هذه الرافعة المنصوص عليها في المادة 6 من الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي والمادة 12 في اتفاق باريس، تؤكد على أهمية التربية والتكوين وتحسيس جميع شرائح المجتمع وولوجهم للمعلومة والتعاون الدولي من أجل مكافحة التغيرات المناخية بشكل فعال.
وبالفعل، فقد أصبحت المجهودات المبذولة في مجال التربية على التنمية المستدامة منطلقا أساسيا لكل مبادرة لفائدة البيئة. فالصعوبات التي تواجهها الحكومات لتغيير السلوكيات الحالية تفضي إلى اعتبار أن التربية تشكل محفزا سريعا لبلوغ منعطف التغيير الضروري.
وبعد مشاركتها في كوب 22 بمراكش، حيث دعا المغرب علنا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة، لا سيما في إفريقيا، تواصل المؤسسة عقد شراكات في بون من أجل تعزيز التزامها.
وفي هذا الإطار، وبمناسبة يوم التربية ودورتها الرفيعة المستوى التي شاركت في رئاستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وقعت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي على مذكرة تفاهم.
والتزم الطرفان بموجب هذه المذكرة بتنفيذ العمل من أجل التمكين المناخي (المادة 6 من الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي) بغية التعاون والتربية والتكوين وتحسيس العموم حول التغيرات المناخية من خلال ترجمة الدليل المتعلق بالعمل من أجل التمكين المناخي.
ويقترح هذا الدليل الموجه لصناع القرار، خطة واضحة تشمل عشر مراحل لتمكين الأطراف المعنية من إيجاد وتنفيذ الحلول المتعلقة بالتغيرات المناخية.
وللتذكير، فإن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تعتبر عضوا ملاحظا في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي وتشارك سنويا في مؤتمرات الكوب عبر المداخلات وتنظيم الورشات.
وفي بداية الجلسة، تتبعت الاميرة عرضا قدمه تلاميذ في مجال التغيرات المناخية، من قبل سفراء المناخ ببون ومدرسة لورانتيوس وكذا رسالة الاطفال، زرييل ادوول، بطل “كلايمت نيوترل ناو” الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي، وسفراء المناخ ببون ، مدرسة لورنتيوس قبل ان تأخذ لسموها صورة مع سفراء “بون كلايمت”.
وفي كلمة ترحيبية، نوهت اسبينوزا بالتزام الاميرة للا حسناء من اجل حماية البيئة، قائلة إنها تتشرف بمشاركة سموها في رئاسة هذه الدورة الرفيعة المستوى.
كما أبرزت دور مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة خاصة في نشر التوعية والتحسيس برهانات التنمية المستدامة، مجددة عزم الاتفاقية الاطار للامم المتحدة حول التغيرات المناخية مواصلة التعاون مع المؤسسة.
وقالت في هذا الاطار “سنظل شركاء رئيسيين، مشيرة الى ان التربية تعد احسن وسيلة لمواجهة انعكاسات التغيرات المناخية”.
وأبرزت ان التربية تلهم الناس لاغتنام الفرص والتأثير على الحكومات بهدف تنفيذ اهداف اتفاق باريس”. وأعربت عن تفاؤلها ازاء المستقبل، قائلة ان “التربية هي مفتاح مستقبل اخضر”.
وتميزت هذه الدورة بتنظيم مائدة مستديرة بمشاركة غال تريسي كريستيان ريغوبير، وزيرة التربية والابتكار والمساواة بين الرجال والنساء والتنمية المستدامة بسانت لوسيا، وشيمال ماجومدار، مدير المركز الدولي للتعليم والتكوين التقني والمهني ،و فرانسيسكو لا كاميرا، المدير العام وزارة البيئة بايطاليا، وديسيما واليامز، مستشار خاص من اجل تنفيذ اهداف التنمية المستدامة، رئاسة كوب 23.
وأكد المتدخلون في هذه المائدة على الدور المحوري للتربية التي تعتبر “كمفتاح للتنمية المستدامة بالنظر الى تأثيرها المباشر على الحياة اليومية”.
وأكدوا على اهمية ضمان عدالة مناخية بشكل يضمن عدم اقصاء اي احد من التربية المرتبطة بالتنمية المستدامة باعتبارها أداة في خدمة القدرات التحليلية للاطفال من اجل تمكينهم من فهم التغيرات المناخية وتغيير السلوكات.
وفي كلمة ختامية، أكدت ميريسايني فونيفاغا، وزيرة المراة والاطفال وتقليص الفقر بدولة فيجي التي تتولى رئاسة مؤتمر كوب 23، ان العمل يجب ان يتم في اطار مبادرة جماعية الى جانب تعبئة واسعة للنظام التربوي والاكاديمي والقطاع الخاص والمجتمع المدني والحكومات، داعية الى ادراج قضية المناخ في المناهج الدراسية.
واعتبرت انه ليس هناك اي مبرر لعدم الشروع الان في النهوض بسلوكات مسؤولة تحترم البيئة.
ولدى وصول الاميرة للا حسناء الى منطقة بون، كان في استقبالها نيك نوتال ، منسق والمتحدث باسم الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغير المناخي ومدير التواصل.
كما تقدم للسلام على الاميرة ، محمد الاعرج ، وزير الثقافة والاتصال ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة والسيدة نزهة الوافي ، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والسيد صلاح الدين مزوار، رئيس مؤتمر مراكش حول التغيرات المناخية (كوب 22).
كما تقدم للسلام على الاميرة أيضا الحسين التيجاني ، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وخالد لحسايني، المكلف بالاعمال في سفارة المغرب ببرلين.