مع حلول شهر رمضان الأبرك، انطلقت بعدد من مساجد المملكة، وللمرة الخامسة على التوالي، حملات للتبرع بالدم، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة خلال الشهر الفضيل.
وتتوخى هذه الحملة، التي ينظمها المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، تزامنا مع اليوم العالمي للتبرع بالدم، بلوغ 100 في المئة من التبرعات الطوعية، والحصول على 25 ألف كيس دم كامل، 13 ألف منها بالمساجد.
وحسب مسؤولة التواصل وحملات التبرع بالدم بالمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، السيدة ناجية العمراوي، فإنه منذ انطلاق الحملة، وإلى حدود الرابع من يونيو، بلغ عدد التبرعات 6357 تبرعا، أي 25 في المئة من الهدف المراد بلوغه، وهو 7688 تبرعا على الصعيد الوطني.
وأضافت السيدة العمراوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحملات المنظمة خلال شهر رمضان ساهمت بشكل كبير في الحد من إشكالية النقص الحاد في التبرعات خلال هذا الشهر، خاصة بفضل الجهود التي تبذلها الفرق المتنقلة في المساجد والتي تسهر على تنظيم عملية التبرع خلال الفترة المسائية، وتضطر للالتحاق بالمساجد في وقت مبكر قبل صلاة العشاء.
ولتخليد اليوم العالمي للتبرع بالدم، اعتمدت منظمة الصحة العالمية هذه السنة شعار “تبرع بالدم. امنحه الآن. امنحه بكمية كبيرة”، إذ تركز في حملتها هذا العام على التبرع بالدم أثناء الطوارئ.
كما اختارت المنظمة موضوع “ما الذي بوسعك أن تفعله؟” للاحتفال بأولئك الذين جادوا بدمائهم لإنقاذ غيرهم، وحث المتبرعين على مواصلة عطائهم النبيل من جهة وتشجيع غيرهم على التبرع بالدم.
وتؤكد الحملة على الدور الذي يمكن أن يؤديه كل شخص في مساعدة الآخرين أثناء حالات الطوارئ من خلال منح دمه كهدية قيمة، كما تركز على الحقيقة القائلة إن الانتظام في التبرع بالدم ضروري من أجل توفير مخزونات كافية من الدم قبل وقوع طارئ ما.
وشهدت عملية نشر ثقافة التبرع بالدم من خلال التشجيع على التبرع بالدم استجابة كبيرة من طرف المغاربة، خاصة بعد عملية تبرع جلالة الملك محمد السادس سنة 2013، كما قارب المغرب النسبة الدنيا للتبرع بالدم التي حددتها منظمة الصحة العالمية في 1 في المئة من عدد السكان ببلوغه نسبة 0,96 في المئة، إذ تبرع 313 ألفا و680 شخصا خلال سنة 2016 مقابل 297 ألفا و711 سنة 2015.
وبخصوص إقبال المواطنين على التبرع بالدم خلال شهر رمضان، أوضحت السيدة خديجة مازا، المسؤولة عن السحب والتحسيس بالمركز، أن هناك تفاوتا في الإقبال على التبرع مرده بالأساس إلى موقع المسجد الذي يحتضن الحملة وكثافة مرتاديه.
وأضافت أنه يتم أحيانا في بعض المساجد تجاوز الهدف المنشود كما هو الشأن بالنسبة لأحد مساجد مدينة تيفلت الذي بلغ فيه عدد التبرعات يوم 6 يونيو 186 تبرعا، فيما الهدف المسطر هو 120 تبرعا في اليوم.
وسجلت أن حصيلة التبرعات في القافلة المتنقلة في ارتفاع متزايد منذ بداية شهر رمضان، مضيفة أن الإضراب الذي شهده قطاع الصحة مؤخرا لم يؤثر على الحملة بفضل تجند عدد من الأطر الطبية سعيا لمواصلة عملية التبرع.
ويحتفي المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم باليوم العالمي للتبرع بالدم، الذي يصادف 14 يونيو من كل سنة، من خلال برنامج متنوع يروم التشجيع على التبرع بالدم طواعية وبانتظام ودون مقابل، وتوعية عموم المواطنين بالحاجة إلى التبرع بالدم بانتظام نظرا لقصر مدة صلاحية مكونات الدم، وتشجيع المتبرعين الحاليين والمحتملين على التبرع بدمهم بانتظام.
وتشمل الأنشطة المبرمجة دروسا يلقيها القيمون الدينيون للتحسيس بفضل التبرع بالدم، وخطبة منبرية موحدة يلقيها خطباء الجمعة بالمناسبة، ومحاضرات سابقة للحملة تتطرق لأهمية التبرع بالدم من الناحية الصحية من أجل تصحيح بعض الأفكار الخاطئة يؤطرها أطباء متخصصون في مجال التبرع بالدم.
وحسب وثيقة للمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، تميزت حصيلة المركز برسم سنة 2016 بإنجاز الإجراءات المقررة في الاستراتيجية القطاعية للصحة 2012-2016، والتي ساهمت في تطوير خدمات تحاقن الدم بالمغرب.
ومكن تعميم نظام الجودة في جميع المراكز الجهوية ومشروع تحصيل شهادة إيزو 9001 والذي دشن بالمركز الجهوي للرباط، من تقوية نظام السلامة والحكامة الجيدة، كما مكنت عملية المعالجة والبرمجة المعلوماتية لتدبير الدم من توفير أكياس دم ومشتقاته ذات جودة عالية.
وتمكن المركز الوطني من خلال البرنامج التكويني المكثف من تطوير الكفاءات والحصول على تقنيات حديثة تلبي حاجيات المؤسسات الاستشفائية والمتمثلة في تحديد فصائل الدم عن طريق البيولوجيا الجزئية والهندسة الجينية والعلاج بالخلايا الجذعية.