انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
منذ سنوات يدور جدل كبير بشأن موقع الكعبة على سطح الكرة الأرضية، ويتمحور الجدل فيما إذا كان موقع تلك البقعة المقدسة للمسلمين، يحقق ما يعرف بالنسبة الذهبية Golden Ratio أو النسبة الإلهية، وهي نسبة ترى في جسم الإنسان وفي مختلف النباتات والكائنات الحية، بالإضافة إلى اعتمادها من قبل البشر في صروح تاريخية ولوحات فنية عمرها مئات السنين.
والنسبة الذهبية هي ثابت رياضي اكتشف قبل الميلاد، لكنه لم يحسب بدقة إلى عام 1597 عن طريق عالم الرياضيات الألماني مايكل مايستلن وتبلغ قيمته الدقيقة 1.6180339887
ولتبسيط فكرة النسبة الذهبية، لنتخيل أن لدينا خطا مستقيما بطول ثابت، ونريد قسمه إلى جزء كبير وآخر صغير، فعندما يكون ناتج قسمة طول الجزء الكبير على الصغير مساويا للرقم 1.618، تتحقق النسبة الذهبية بين الجزأين الكبير والصغير.
وهذه النسبة هي التي وجد المعماريون والفنانون والمهندسون منذ القدم أنها تقدم درجة التناسق والجمال الأفضل، فاستخدمت في أهرامات مصر وفي مبنى “البارثينون” الذي شيده الإغريق منذ 2500 عام، وهي موجودة إلى الآن في مبان حديثة مثل مقر البنتاغون.
ولكن قبل الفن والعمران، فإن هذه النسبة الذهبية موجودة في كل تفصيل من جسم الإنسان ومختلف الكائنات الحية الأخرى، لذلك يسميها البعض بالنسبة الإلهية.
فوجه الإنسان المثالي مثلا يزخر بالعديد من الأمثلة على النسبة الذهبية التي أظهرتها قياسات المصممين والفنانين، فالرأس مستطيل الشكل ويحقق خط تمركز العينين فيه النسبة الذهبية، وكذلك النسبة في ساق الإنسان بين جزأيه الكبير والصغير، وذات النسبة تنطبق على جزأي الذراع، والمسافة فوق وتحت الفم.
وفي عصر النهضة، اعتمد الفنانون على النسبة الذهبية في أعمالهم الفنية، ومنها لوحة الموناليزا للرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دا فينشي الذي شرح كتابا ألفه الكاهن الإيطالي لوكا باشيولي عن النسبة الذهبية بعنوان De divinaproportione أي “التناسب الإلهي”.
موقع الكعبة
بالعودة إلى موقع الكعبة، فإن مسلمين يقولون إن هناك إعجازا إلهيا في اختيار موقع الكعبة بحيث يحقق النسبة الذهبية أو النسبة الإلهية، في تناسق مع وجود هذه النسبة في الإنسان والمخلوقات الأخرى، فيما يعتبرونه دلالة على وجود خالق واحد للكون.
والتأكد من مطابقة موقع الكعبة المشرفة لهذه النسبة سهل جدا في أيامنا هذه، خاصة مع توفر أدوات قياس دقيقة مثل تلك التي يوفرها برنامج غوغل إيرث. وهو ما يعرضه الفيديو التالي.
يظهر الفيديو قياس المسافة بين الكعبة والقطب الجنوبي وهي 12361.17 كيلومترا، ثم قياس المسافة بين الكعبة والقطب الشمالي وهي 7639.50 كيلومترا. وعند تقسيم الرقم الأول على الثاني تكون النتيجة 1.618 وهي تماما النسبة الذهبية، ويمكن لأي كان تجريب عملية القياس هذه وستكون النتيجة دوما 1.6 التي تشكل النسبة الذهبية.
لكن ماذا عن موقع الكعبة بالنسبة لخطي الشرق والغرب؟ من المستحيل إجراء عملية القياس السابقة في غوغل إيرث، ولابد من خريطة مسطحة لإجراء عملية القياس.
يمكن لأي شخص الحصول على خريطة دقيقة مسطحة للكرة الأرضية، مثل خرائط ناسا، وتطبيق النسبة الذهبية على طول الخريطة وعرضها. ويتم تطبيق النسبة الذهبية من خلال تقسيم طول الخريطة على 1.618 والقيام بنفس العملية بالنسبة لعرض الخريطة.
عند تقسيم الخريطة إلى قسمين بشكل أفقي وفقا للنسبة الذهبية يمر الخط الذي يقسم الخريطة من مكة المكرمة، وعند تقسم الخريطة إلى قسمين بشكل عمودي وفقا للنسبة الذهبية فإن الخط الذي يقسم الخريطة يقاطع الخط السابق في موقع مدينة مكة المكرمة، كما يظهر في الخريطة التالية التي طولها (5400 بيكسل) وعرضها (2700 بيكسل).
وبذلك يكون موقع الكعبة المشرفة، هو الوحيد على الكرة الأرضية الذي يحقق النسبة الذهبية طولا وعرضا، وهو ما أظهرته القياسات بالأدوات العلمية الحديثة التي قمنا بتجربتها، وهي برنامج “غوغل إيرث” و”فوتوشوب”.
لكن رغم ما توضحه تلك القياسات، فإن هناك خبراء ومتخصصين يعارضون الفكرة معتبرين أن “غوغل إيرث” لا يعبر عن شكل الأرض الحقيقي. في حين يقول آخرون إن هناك خرائط كثيرة للأرض تظهر عدم تطابق موقع مكة المكرمة مع النسبة الذهبية.
سكاي نيوز عربية