بيان مشترك: المغرب و’سانت لوسيا’ عازمان على تعميق تعاونهما الثنائي
بينما يستعد الأزواج حول العالم للاحتفاء بحبّهم في عيد الحب، تواجه اليابان المزيد من الأدلّة بأن مواطنيها فقدوا بريقهم في غرف النوم.
فبحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2017؛ توصل استطلاع أجرته جمعية تنظيم الأسرة باليابان، إلى أن قرابة نصف الشركاء المتزوجين لم يمارسوا الجنس لأكثر من شهر، ولا يتوقّعون أن يتغيّر ذلك في المُستقبل القريب- وهو تعريف الجمعية لما يُطلق عليه زواج “بلا جنس”.
وكانت البيانات المتعلّقة بالشركاء المتزوجين بين ما توصل إليه استطلاع أُجري العام الماضي على نطاق أوسع، شمل 3000 شخص، تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاماً. وقد تلقّت الجمعية خلال الدراسة ردوداً من أكثر من 1200 شخص، بما فيهم 655 من الرجال والنساء المتزوجين.
وتقول الجمعية إن رقماً قياسياً يبلغ 47% من الرجال والنساء المتزوجين قالوا إنهم في زيجات بلا جنس، وهو ما يزيد بنسبة 2.6% عن استطلاع سابق تم إجراؤه عام 2014، كما تزيد النسبة بشكل هائل عن نظيرتها التي سُجِلت عندما أجرت الجمعية أولى دراساتها الاستطلاعية بشأن عادات غرف النوم على مستوى البلاد في 2004، التي بلغت آنذاك 31.9%
“ازداد اتجاه البقاء في زيجة بلا جنس على نحو أبعد”، هكذا نقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس الجمعية، كونيو كيتامورا.
سبب العزوف
وقد كوَّن بعض الخبراء شكوكاً حول فكرة أن اليابان تعاني فقداً جماعياً للرغبة الجنسية، ويشيرون إلى أن أهلها ليسوا وحدهم بين سكان الدول الصناعية في الكفاح من أجل إيجاد وقت للحميمية.
وُجِد أعلى معدّل لانعدام ممارسة الجنس بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين مُنتصف وأواخر الأربعينيات، وهي فترة زمنية قد تكون فيها احتياجات العمل والأسرة في ذروتها.
وقالت أكثر من 22% من كل النساء اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن يجدن الجنس “مزعجاً”، وهو ما يعد زيادة مثيرة للنسبة التي بلغت 21.3% عام 2014.
وبَيْن الرجال المتزوجين قال 35.2% إن العمل يتركهم “أكثر تعباً مما ينبغي” لممارسة الجنس، في حين قال عددٌ أقل إنهم صاروا يرون زوجاتهم على نحو مُنفرد كأحد أفراد العائلة، بدلاً من كونهن شريكات جنسيات، أو أن حياتهم الجنسية قد تلاشت بعد ميلاد طفلٍ.
“كانت هذه أول مرّة يجيب فيها أكثر من 30% من الرجال بأنهم مُتعبون للغاية من العمل، مما لا يمكنهم من ممارسة الجنس” هكذا يقول كيتامارا، الذي أضاف أنه “إلى جانب تحسين ساعات العمل؛ هناك أيضاً حاجة إلى مراجعة كيفية قيام الناس بالعمل”.
محاولات لمعالجة المسألة
وقد ازداد الضغط من أجل إصلاح ممارسات التوظيف اليابانية، بما يسمح بالمزيد من الوقت للحياة الأسرية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك تم اتخاذ القليل فحسب من الإجراءات لخفض ساعات العمل.
ومن المتوقع أن تضع الحكومة حداً أقصى لساعات العمل الإضافية، ليبلغ نحو 60 ساعة شهرياً، في محاولة للتصدّي لساعات العمل الطويلة التي سلّط عليها الضوء انتحار موظفة تبلغ من العمر 24 عاماً بشركة Dentsu للإعلانات، التي كانت تعمل لأكثر من 100 ساعة من أوقات العمل الإضافية شهرياً، مما أدى إلى موتها في أواخر عام 2015.
وأشارت دراسة استطلاعية أُجريت العام الماضي إلى أن اليابان تشهد زيادة في عدد العذارى.
حيث توصل استطلاع رأي أجراه المعهد القومي لبحوث السكان والأمن الاجتماعي، شمل 5000 شخص أعزب من الرجال والنساء، تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، إلى أن عدد العذارى قد ازداد بشكل هائل على مدى العقد الماضي، حيث قال 42% من الرجال إنهم لا يمارسون الجنس، وبين النساء بلغت النسبة 44%.
ومع ذلك؛ أشار خبراء إلى أن نسبة الرجال العازبين الذين لم يسبق لهم ممارسة الجنس ظلت بدون تغيير منذ مطلع التسعينات، كما شهدت بلدان صناعية أُخرى، بما في ذلك بريطانيا والولايات المُتحدة وكوريا الجنوبية اتجاهات مماثلة.
ويُلقى باللوم على الافتقار إلى الاهتمام بالجنس بين الأزواج في المساهمة بنقص معدل المواليد في اليابان، في الوقت الذي تواجه فيه الدولة احتمال تقلّص عدد سكانها على المدى البعيد، والتداعيات الاقتصادية لتضاؤل القوى العاملة.
ومن غير المُرجّح أن يرتفع معدّل الخصوبة باليابان –الذي يبلغ 1.4 طفل لكل امرأة- إلى 2.1، وهو المعدل المطلوب للتأكد من استقرار تعداد السكان بالبلاد.
وإذا ما استمرّت التوجهات الحالية فمن المتوقع أن ينخفض عدد السكان في اليابان، الذي يبلغ 127 مليون نسمة، ليصل إلى نحو 86 مليون نسمة بحلول 2060.