المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض
حيث التزمت اتصالات المغرب بدعم احترام البيئة وحماية الثروة الطبيعية، إيمانا منها بأن كل المخاطر التي تواجهها البيئة٬ تشكل تهديدا بالغا للتقدم الاقتصادي و الاجتماعي و البشري على الصعيد الوطني و العالمي.
و مساهمة منها في الحفاظ على الثرات الثقافي و البيئي ساهمت اتصالات المغرب، بإشراف من مؤسسة محمد السادس ، في إستصلاح حديقة عرصة مولاي عبد السلام سنة 2003. و تمتد حديقة هذه العرصة التي أسّسها الأمير مولاي عبد السلام في قلب مدينة مراكش قبل 300 سنة، على مساحة 8 هكتارات. و منذ إعادة تأهيلها، تتكفّل اتصالات المغرب بكل أشغال صيانتها.
حيث هناك ساحة بأرصفة جديدة ومجهزة ب12 حوضا نباتيا و12 مقعدا وكذلك 100 كشاف ضوئي ليد وشبكة واي فاي مجانية بسرعة 100 ميجا مفتوحة 24/24. وقد شهدت هذه الساحة إنشاء 12 حوضا زينت بأنواع مختلفة من الشجيرات والورود وكذلك 11 من أشجار النخيل و12 مقعدا من الطوب الأحمر اليدوي الصنعة والتي تمزج تماما مع ألوان بلاط الرصيف وأشكاله الذي تم تجديده بالكامل كما أن الحجر المنحوت يشكل أنماطا هندسية تذكرنا بالتقليد الحرفي المغربي. وتقع بقعات الضوء في الأرض لتنور الأحواض النباتية وتضفي 85 بقعة ضوء صغيرة في سطح الرصيف ليقدم جو ليليا دافئا ولمسة من الأناقة والمرح
لقد تمت أشغال التأهيل في احترام تام للمكونات و البنيات الموجودة مع إدخال التكنولوجيا المتطورة في مزيج من الأصالة و الحداثة. فلقد تم تجهيز بعض جهات العرصة بالأنترنت عبر ADSL و WIFI. و منذ ذلك الحين أصبحت العرصة تحمل إسم “حديقة الأنترنت مولاي عبد السلام” (Cyber Parc Arsat My Abdeslam)، أطلقته عليها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، للتعريف بها كرمز لاندماج الطبيعة بالتكنولوجيا.
لقد أضحت العرصة فضاء للتنزّه يقصده الزائرون الساكنة و السّياح. كما أنها مكان للقاءات و التظاهرات الثقافية. و بالإضافة قامت اتصالات المغرب بتهيئ فضاء متعدد الوسائط و متحف خاص بتاريخ الاتصالات بالمغرب.
و في يونيو 2015 ، حصلت العرصة للسنة الثانية على التوالي ، على شهادة الامتياز “تريبدفايسر” (TripAdvisor) اعترافا بجودة الاستقبال و الخدمات .
ولم يعد دور الحديقة يقتصر فقط على منح المنظر الأخضر والطبيعي البيئي للمكان، إنما تحولت إلى فضاء لممارسة مختلف الأنشطة الثقافية والترفيهية، إذ تحتوي على مسرح في الهواء الطلق، كما أنها تحتضن معارض ولقاءات ثقافية. ويبقى “متحف اتصالات المغرب” الموجود عند مدخل الحديقة، فرصة للزائر للتعرف على تاريخ الاتصالات في المغرب، حيث يخال الزائر نفسه يشاهد تحفا عمرها آلاف الأعوام، كما تنظم في هذه الحديقة معظم التظاهرات الثقافية والترفيهية البيئية الخاصة بالأطفال ومختلف المؤسسات التعليمية، وكذا الجمعيات العاملة في مجال المحافظة على البيئة في مختلف المناسبات، خصوصًا أن العرصة تعد جسرا للذاكرة ونقل للقيم التاريخية.
وقد أصبح هذا الفضاء يمثل متحفا للفنون الروحانية وللحدائق العربية، التي تجتمع فيها مختلف الأشجار والنباتات المتنوعة والكثيفة التي تزيدها ظلا وتجعلها قبلة للمراكشيين وزوار المدينة من كل الجنسيات ومن كل دول العالم، فهي الفضاء الذي يستوحي جماله من لمسة الجنان المغربي، الذي تمتاز به منذ القديم القصور الملكية وبيوت السلاطين في القرن الثامن عشر، وهي ذات مساحات كبيرة تمتد إلى 8 هكتارات بشكل يجعلها رحابا كبيرا وفردوسا اخضر في قلب المدينة الحمراء.
هذه الحديقة تفتح أبوابها أمام الزوار على مدار 24 ساعة في اليوم، للاستمتاع بجمال المناظر الخضراء التي تمتاز بها مدينة مراكش، وعلى الرغم من أن الشمس تسكن سطحها وسماءها على مدار السنة، فإن هذه الحديقة ظلت على غرار باقي الحدائق المتواجدة في المدينة الحمراء، تثير التعجب والحيرة لدى كل من يؤمن بأن الشمس مرادف للجفاف والأرض الجرداء القاحلة، وهو ما دفع عشاق مراكش، إلى إعطائها لقب المدينة الخضراء وذلك لما تحتويه من حدائق غناء وساحات و فضاءات خضراء طيلة العام، لا تؤثر فيها عوامل الطقس المتغيرة مهما كانت، حيث تعد هذه “العرصة” من بين أكثر الحدائق خضرة وإقبالا من طرف الزوار المغاربة والأجانب .