أشاد وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديث دياث، بالتعاون “الممتاز” مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب.
وذكر المسؤول الإسباني، في ندوة صحافية عقدها الجمعة إن علاقات التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب وتحديدا في مواجهة المتطرفين “ممتازة”.
وحققت كل من المغرب وإسبانيا خلال الأشهر الماضية نجاحات هامة في مواجهة ظاهرة الإرهاب العابرة للقارات، بفضل التنسيق الأمني المشترك بين الطرفين.
ويتجسد هذا التنسيق في نشر دوريات مختلطة بين الحرس المدني الإسباني والدرك الملكي المغربي، وكذلك في تفعيل مراكز شرطة مشتركة بكل من طنجة والجزيرة الخضراء تعمل على تبادل المعلومات بسرعة وخلق مجموعات للبحث في مجال تهريب المخدرات.
ونتيجة لهذا التنسيق تمكن الجانبان المغربي والإسباني، خلال السنة الحالية من تفكيك أكثر من أربعة خلايا إرهابية، آخرها الشهر الماضي، حيث نجحت الجهود الأمنية المشتركة في الكشف عن شبكة جهادية لتجنيد واستقطاب وتسهيل التحاق نساء بتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش في سوريا والعراق.
ويعد الإرهاب أحد الهواجس الرئيسة التي تؤرق دول المنطقة المتوسطية، خاصة في ظل حالة الانفلات التي يشهدها عدد من الدول على غرار ليبيا وسوريا، فضلا عن تحصن العشرات من المجموعات المتطرفة بعدد من دول الساحل الأفريقي.
وليس الإرهاب الظاهرة الوحيدة التي تشكل تحديا أمام المغرب وإسبانيا فهناك الهجرة غير الشرعية، وفي هذا الإطار تطرق وزير الداخلية الإسباني فرنانديث دياث إلى الجهود المبذولة بين الجانبين لمكافحة هذه الظاهرة الآخذة في التزايد، معربا عن ارتياحه للتعاون القائم في هذا المجال.
وللتذكير فقد تم خلال السنة الماضية إجهاض 88 بالمئة من محاولات مهاجرين غير شرعيين التسلل إلى سبتة ومليلية، وذلك بفضل التعاون المشترك بين الحرس المدني وقوات الأمن المغربية.
يذكر أن وزير الداخلية الإسباني فرنانديث دياث كان قد عقد، في 18 ديسمبر الماضي، اجتماعا في مدريد مع سفير المغرب في إسبانيا، محمد فاضل بنعيش، حيث قال إن التعاون بين الأجهزة الأمنية القائم بين إسبانيا والمغرب أمر أساسي لمواجهة الإرهاب بشكل فعال وإيقاف مد الهجرة السرية.
وتولى أسبانيا اهتماما كبيرا للمغرب، بفضل التقدم الذي حققه الأخير خلال السنوات القليلة الماضية على مختلف الأصعدة فضلا عن أنه موقعه الجيوسياسي يجعله محط اهتمام مدريد وأوروبا بصفة عامة. وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا في وقت سابق إلى ضرورة تعزيز العلاقات مع المغرب وجعله شريكا فاعلا في مواجهة ظاهرة الإرهاب.
وأشاد الاتحاد الأوروبي بدور المغرب لمشاركته في المنتدى العالمي لمكافحة التطرف، وترؤسه مجموعة العمل المعنية بالجهاديين الأجانب، وكذلك بالتقدم الذي أحرزته الرباط في مجال مكافحة تمويل الإرهاب.