اعتصم المئات من رجال الشرطة الجزائرية اليوم أمام مقر رئاسة الجمهورية وسط العاصمة الجزائرية للمطالبة برحيل المدير العام للأمن عبد الغني الهامل، والسماح لهم بتأسيس نقابة مهنية وتحسين أوضاعهم الاجتماعية وذلك لليوم الثاني على التوالي.
وطالب المحتجون بلقاء رئيس الحكومة عبد المالك سلال، ورفضوا مقابلة أي مسؤول آخر من الحكومة أو وزارة الداخلية.
وفي الاعتصام أنشد أعوان الشرطة النشيد الرسمي، وأبدوا حالة من الانضباط السلمي، ولم تتدخل وحدات الحرس الجمهورية التابعة للجيش المكلفة بحراسة مقر الرئاسة، تفاديا لأي احتكاك بين الطرفين.
وفي ولاية خنشلة شرقي الجزائر خرج أعوان الشرطة في مسيرة احتجاجية، لدعم مطالب زملائهم في العاصمة وغرداية جنوبي الجزائر.
وفي ولاية البليدة القريبة من العاصمة، نظم عناصر الشرطة مسيرة باتجاه مقر الرئاسة في العاصمة الجزائرية، على مسافة 60 كيلو مترا، برغم الأمطار التي تساقطت اليوم في المنطقة.
وكان أعوان شرطة مكافحة الشغب قد خرجوا أمس في مسيرة احتجاجية انطلقت من ثكنة في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية باتجاه مقر رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية، لتحقيق نفس المطالب.
وبمدينة غرداية جنوبي الجزائر كان أعوان الشرطة قد نظموا حركة احتجاجية تنظيم مسيرة وسط المدينة، بعد مقتل زميل لهم الأحد، واحتجاجا على ظروف عملهم.
ولم يقنع المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل، ولا وزير الداخلية الطيب بلعيز الذي زار مدينة غرداية والتقى ممثلي الشرطة في وقف الحركة الاحتجاجية.
وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها الجزائر حركة احتجاجية لرجال الشرطة منذ الاستقلال، ويحظر القانون على رجال الأسلاك النظامية القيام بحركات احتجاجية أو إضرابات.
وكان رجال الشرطة قد طالبوا قبل سنوات بإنشاء نقابة لهم، تتيح لهم رفع مطالبهم وتنظيم حراكهم الاجتماعي، لكن السلطات رفضت هذا المطلب بشكل قطعي، وقامت في مقابل ذلك برفع أجورهم، ومنحهم تسهيلات للحصول على السكن.