سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
“كان هناك من يقول لي انتقد الملك إن أردت لكن لا تتحالف مع مولاي هشام، فهو شخص يتحكم في الناس للانتقام من ابن عمه بعد أن أبعده عن القصر الملكي. لكنني كنت عنيدا وفعلت ما أملاه علي تفكيري، وهو ما جلب علي العديد من الويلات” هذا ما يقوله الصحفي والكاتب علي لمرابط في رده المطول على الأمير مولاي هشام، الذي خصص له صفحات من كتابه “ايوميات أمير منبوذ”.
أربع صفحات لجلد لمرابط
وعن هذا الأمر يقول علي لمرابط”تم إصدار كتاب مولاي هشام في التاسع من شهر أبريل، وفي مساء نفس اليوم تم تداول نسخة “بي دي إيف” من الكتاب على الأنترنت (وأظن بكل صدق أنّ الأمير هو من سرب هذه النسخة). اتصل بي أحد أصدقائي، وهو مدير نشر يومية مغربية بالعربية من الدار البيضاء طالبا مني إجراء حوار معه فرفضت لأنني لم أرد أن أكون طرفا في الحملة التي تم شنّها ضد الأمير. لكن وخلال فترة الزوال، أرسل لي صديق نسخة الكتاب عبر الإنترنت وقال لي إن الأمير مولاي هشام “خصّص” لي صفحتين من كتابه، ثم اكتشفت بعد ذلك أنه خصص لي أربع صفحات، وهو ما لم يعجبني، فقد رسم لي الأمير صورة مغلوطة، وصفّى من خلالي حسابات مع المقربين منه ومع بعض الشخصيات المغربية، وجعلني-من خلال الكتاب- أقول جملا لم يسبق لي أن نطقت بها وقصّ حكايات لم يسبق لها أن كانت على أرض الواقع.
يقول علي لمرابط” لم يخطر على بالي، في يوم من الأيام، أن يقوم الأمير مولاي هشام في كتابه”يوميات أمير منبوذ” بالتشهير بي مجانيا وإعادة كتابة التاريخ حسب طريقته الخاصة. حقيقة لم أكن اعتقد أنه بمقدوره أن يلجأ إلى هذا النوع من الحقارة.
الوجه الآخر للأمير
وخلال هذا الرد، تحدث لمرابط عن لقاءه الأول بالأمير مولاي هشام وعن زيارة هذا الأخير له في بيته…كما تحدث عن لقاءه به قبل سنتين، حيث فاجأه الأمير بتصرف غير متوقع، حين سمعه يهدد بأنه سيهشّم أسنان الصحفي والكاتب علي عمار(الذي لم يكن حاضرا آنذاك) دون أن يتوقف الأمير عن ترديد عبارة “دين مّو”. ويشرح علي لمرابط سبب استاء الأمير بكون علي عمار شكره إلى جانب زوجته في تقديم كتابه”سوء الفهم الكبير” لأنهما تقاسما معه معرفتهما في الموضوع، مشيرا إلى أن مولاي هشام قدم له معلومات قيمة عن الملك محمد السادس. وعن تهديد الأمير وترديده لعبارة”دين مّو”، العديد من المرات، يقول لمرابط إنه اكتشف، خلال ذلك اليوم، شخصية مقلقة وعنيفة.
وفي رسالته، التي نشرها على موقع “ميديابارت”، يضيف علي لمرابط أنه ليس صديق مولاي هشام وأنه لم يكن يوما كذلك قائلا”لم يسبق لي أن زرته في منزله سواء بالرباط أو باريس أوفي أي مكان آخر.الشيء الوحيد الذي أدّى ثمنه نيابة عني هو شوربة خضر كلّفته 9 أورو(ما يعادل 100 درهم تقريبا)، فالأمراء لا يتوفرون على أصدقاء بل على خدم فقط.
5 أكاذيب تاريخية
ويسوق لمرابط العديد من الأكاذيب التي تضمنها كتاب “مذكرات أمير منبوذ” المرتبطة بالإضراب عن الطعام الذي خاضه، حيث يقول إن الأمير كتب أنه وجد علي لمرابط جالسا على كرسي حين زاره، فيما كان لمرابط مستلقيا على سرسر حسب قوله. الكذبة الثانية، يقول لمرابط، هي أن مولاي هشام كتب أن لمرابط قال له” لهذا قاموا بغسل الزنزانة، لأنهم يعلمون أن “سيدنا” بعثك” وهو ما يرد عليه لمرابط قائلا “خطأ. لقد كانت قاعة كبرى وليس زنزانة وكانوا ينظفونها كل يوم لأنني حظيت بزيارات متعددة مثل زيارة الكاتب العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود” والنائبة الفرنسية عن حزب الخُضر ونائبين فرنسيين بعثهما رئيس التجمع الوطني بناء على توصية من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ثن إن الجميع يعلم أنني لا أستعمل لفظة “سيدنا” على عكس ما قاله الأمير أو الشخص الذي كتب له هذا الكتاب.
وعن الكذبة الثالثة، يقول لمرابط” لم يكن هناك أي عنصر ينتمي للديستي كان يضع ضمادة في مؤخرته، كان هناك على الأرجح عنصر لكنني لم أكتشفه، كما أنني لم أكن ألقي بالا لهذا الأمر.” وينتقل لمرابط للكذبة الرابعة واصفا إياها ب”الخيال الواسع”، مشيرا إلا أنه لم يكن هناك أي كاميروني خاطب لمرابط قائلا” آه هذا أنت، إنني أتابع أخبارك في الصحافة الدولية وكنت أعلم أن الأمور ستنتهي على هذه الشاكلة، وأنهم سيضعونك في السجن.”
وبخصوص الكذبة الخامسة، يشير لمرابط إلى أن الأمير كتب ما يلي “انتقادات عنيفة وسوقية للعلويين لا يمكنني ذكرها” ويجيب علي لمرابط الأمير قائلا” أولا لم أوجه أي انتقادات سواء للعلويين أو لأي شخص آخر. اطلبوا ممن سبق لهم أن بلغوا 45 يوما من الإضراب عن الطعام هل كان بإمكانهم توجيه انتقادات خلال تلك الفترة.ثانيا، إذا سبق لي أن انتقدت الملك، فإنه لم يسبق لي أن انتقدت العلويين، فلماذا سأدخل جميع العالئة الملكية في صراعي مع النظام؟ وكيف أمكنني أن أنتقد بعنف وبأسلوب سوقي العلويين أمام مولاي هشام، الذي يعتبر منهم؟ سيكون ذلك قلة احترام من طرفي. نحن نحترم في الريف، موطني الأصلي، الذي وصف مولاي هشام سكانه في كتابه على أنهم تجار مخدرات، الموفدين، الذين يتمتعون ب”الأمان” ولا نسبّهم، لا هم ولا عائلتهم.
هذا هو من ألّف الكتاب
وفي نهاية الرسالة، يشرح علي لمرابط لماذا خصص له الأمير مولاي هشام أربع صفحات لجلده في كتابه، ذ يقول إن “مولاي هشام”مخزني متسلط” ولم يعجبه يوما أن أحافظ على مسافة الأمان بيني وبينه. لقد طلب مني بعد خروجي من السجن أن أوظف”شهرتي الجديدة”لصالحه، أي الالتحاق بكرب الصحفيين الذي قام بشراء ذممهم للدفاع عن حلمهم في أن يصبح ملكا يوما ما.
أما السبب الثاني فيعود حسب علي لمرابط إلى أن الكتاب لم يكن من تأليف مولاي هشام “فالقصة قصته بطبيعة الحال لكنه ليس من كتب “مذكرات أمير منبوذ”، فليست لديه القدرة الفكرية لذلك(…) إن مؤلف الكتاب هو أحمد رضا بنشمسي، الذي لديه نزاع شخصي معي، والذي أضاف نكهة من الغل في كتاب سيّده. وسأعود لهذا الموضوع فيما بعد.”