دعا الملك محمد السادس، اليوم الإثنين (24 فبراير الجاري)، بأبيدجان القطاع الخاص للانخراط في التنمية المستدامة للقارة الإفريقية. وقال في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة انطلاق أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري، “إن تحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، يفرض على القطاع الخاص أن يوجه ديناميته وقدرته على الابتكار نحو المجالات الواعدة، مثل الفلاحة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا وتطوير البنيات التحتية”.
وأضاف الملك محمد السادس أن ذلك لن يتأتى إلا بتحرير الطاقات، وتعزيز المبادرة الخاصة، وهو ما يقتضي وجود قطاع عام فعال وواعد وذي كفاءة”.
وأبرز الملك محمد السادس أنه في هذا الصدد “يكتسي تكثيف الشراكات بين القطاعين العام والخاص، في إطار التعاون جنوب-جنوب، ونقل التكنولوجيا، أهمية كبرى” موضحا أن تعزيز القدرات المؤسساتية للبلدان الإفريقية، يشكل رهانا استراتيجيا، حيث ينبغي جعل الحكامة الرشيدة، والتطور في نطاق القانون، فضلا عن تسوية النزاعات بالطرق السلمية، من الأولويات المشتركة لدول القارة”.
وأكد الملك محمد السادس أنه بفضل تقدم القطاع البنكي والتمدن والرفع من مستوى إنتاجية العامل الإفريقي، أصبحت أمام إفريقيا آفاق واسعة من أجل تحقيق الرخاء للأجيال القادمة.
وخلص الملك محمد السادس إلى أنه “سيصير بلوغ هذا الهدف أكثر يسرا، إذا تمكنت القارة من الانتصار على اليأس الإفريقي، من خلال تحرير الطاقات الفكرية والبدنية، للقوى الحية للشعوب الإفريقية” داعيا الجميع للتطلع “إلى مستقبل قاراتنا الإفريقية، إذا تمكنت من التخلص من كل أعبائها“.
وأكد العاهل المغربي أن القارة الإفريقية تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل وكذا إلى مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية.
وذكرالملك محمد السادس أن إفريقيا قارة كبيرة بقواها الحية، وبمواردها، وإمكاناتها، فعليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية، ذلك أنها لم تعد قارة مستعمرة. لذا فإفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا.
وشدد العاهل المغربي أن “على إفريقيا أيضا ألا تظل رهينة لماضيها، ولمشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية. بل عليها أن تتطلع لمستقبلها، بكل عزم وتفاؤل، وأن تستثمر في سبيل ذلك كل طاقاتها”.
وتابع الملك محمد السادس”وإذا كان القرن الماضي بمثابة قرن الانعتاق من الاستعمار، بالنسبة للدول الإفريقية،فإن القرن الحادي والعشرين ينبغي أن يكون قرن انتصار الشعوب على آفات التخلف والفقر والإقصاء”. مضيفا أن “التطلع إلى إفريقيا متطورة ونشيطة ليس مجرد حلم، بل يمكن أن يكون حقيقة، شريطة الالتزام بالعمل”.
وأكد جلالته من جهة أخرى أنه “من واجبنا الجماعي أن نجعل من العولمة قوة إيجابية في خدمة التطور في إفريقيا. وهو ما يجعل من النمو الاقتصادي، والتبادل التجاري، والاندماج الإقليمي، مواضيع ذات مكانة جوهرية”.
وقال الملك محمد السادس إن القارة الإفريقية مدعوة لمضاعفة الشراكات المثمرة مع الدول المتقدمة التي تبدي اهتماما دائما والتزاما صادقا وانخراطا ملموسا من اجل الازدهار الاقتصادي لافريقيا وتنميتها البشرية.
وخلص جلالة الملك للتأكيد على أنه “حان الوقت للعمل والمبادرة، من أجل تحقيق هذه الغاية. فالعمل يعطي للممارسة السياسية مصداقيتها، ويتيح تحقيق الأهداف المنشودة”.