في النسخة الأخيرة من مهرجان الفيلم المتوسطي القصير، والتي اختتمت فعاليات دورتها الحادية عشرة السبت الماضي، سجل مجموعة من النقاد العرب في حقل السينما حضورهم في المهرجان، حضورا شكليا على الورق، سجلوا أسماءهم في كنانيش الفنادق التي أقاموا بها، وحملوا البادجات ووضعوها على رقابهم. وانتظرنا كصحافيين أن نجدهم بين الفنانيين والسينيفيليين والنقاد المغاربة في الخزانة السينمائية التي كانت تعرض فيها الأفلام، أو صباحا في فندق “شالة” يناقشون الأفلام ويفككونها ويحللونها، لكن لم يكلفوا أنفسهم عناء الحضور، فقد برعوا في التواصل على جدرانهم الفايسبوكية من خلال التقاط صور لهم في مدينة طنجة وعلبها الليلية ومقاهيها بكتابة تعليقات غريبة وخفيفة “أنا هنا بطنجة”. أما الحضور المهني فقد كان مركزا وملخصا بعبارة مقتضبة فقط في بادج المهرجان “ناقد”.
نفس الملاحظة التي سجلت في طبيعة حضور النقاد العرب، سجلتها في طبيعة أشباه بعض الصحافيات والصحافيين، الذين لا يمثلون أي منبر ولا يتمتعون بأي فضول مهني للمعرفة والتعلم. حضورهم طرح تساؤلات كثيرة حول المعايير التي يعتمد عليها المركز السينمائي في منح هؤلاء بطاقات اعتماد وإقامة مثلهم مثل باقي الصحافيين، مع العلم أن جميع الصحافيين في القناتين الأولى والثانية حرموا من الإقامة بسبب تخفيض ميزانية المهرجان !
يعكس واقع المهرجانات العربية والدولية مثلا يحتذى به بالنسبة للمهرجانات المغربية في طبيعة تعاملها مع الضيوف سواء كانوا نقادا أو فنانين أو صحافيين، المهرجانات العربية والغربية تتبع مع الضيف جميع كتاباته وآرائه في المهرجان، تدون كل صغيرة وكبيرة وغايتها من الإعلام الأجنبي ترويج صورتها في لائحة المهرجانات العالمية، وما أحوج المهرجان المتوسطي لترويج من هذا القبيل ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التعامل بصرامة مع وظيفة كل مدعو وطأت قدماه قاعة المهرجان.