فشل الإنفصال وأذنابه عقب تمديد مجلس الأمن لبعثة المينورسو وتراجع الولايات المتحدة عن مسودة مشروعها الذي رفضه المغرب ملكا وحكومة وشعبا، لم يكن ليمر دون أن تنبري الأقلام المغرقة في العداء لمصالح المغرب الدولة، المغرب الشعب، المغرب السلطة السياسية، لكي تلوك الكلام بنفس المنطق المناهض للمغرب والذي يتقاطع مع الآخر، أي كل الأطراف التي لا تريد الخير للمغرب، لكن هذه المرة لم تجد الأقلام المهزومة غير المنطق الذي تتعامل به بعض الصحافة الجزائرية المرتبطة بالعسكر من تعداد الأخطاء الإستراتيجية المفترضة للدبلوماسية المغربية، كأن القلم وصاحب القلم والقابعين وراء القلم يحبون المغرب ولهم غيرة عليه ويريدون دبلوماسية فاعلة تمكن المغرب من تثبيت حقه في وحدة ترابه الوطني.
الأقلام المهزومة تريد أن تفهمنا أن الإنفصال في الصحراء لم يظهر إلا بعد 2005 وأن ما حدث في 1999 وقبل هذا التاريخ ليس من تدبير أوساط انفصالية، وأن البوليساريو وعسكر فرنسا في الجزائر لا يد لهم، وأن العدو الذي جابهته الدبلوماسية المغربية منذ 1974 في المنتديات الدولية لا علاقة له بمداخيل البترول والغاز في الجزائر، وأن اعترافات الدول الإفريقية وبعض دول عدم الإنحياز بالبوليساريو كانت لله في سبيل الله و لم تكن بمقابل أيام كان عبد العزيز بوتفليقة أميرا للدبلوماسية الجزائرية.
الأقلام المهزومة تريد أن تفهمنا أن أميناتو حيدر وعلي سالم التامك هم من الجيل الجديد من الشباب الذين فقدوا الثقة في التحول الديمقراطي بالمغرب وتنسى أن أميناتو حيدر، وكما في علم الجميع عاطلة عن الشغل ولكن كل المواقع الإخبارية تناقلت صورة لوفد منظمة العفو الدولية وهي تترجل من سيارة رباعية الدفع في ملكية أميناتو العاطلة عن العمل والتي تقضي نصف أيام السنة بين طائرة وأخرى دفاعا عن مزرعة عبد العزيز في تندوف.
الأقلام المهزومة تريد أن تفهمنا أن محمد المتوكل الذي يعمل إطارا بوزارة الداخلية المغربية اختار الإنفصال لأنه محروم من حقوقه في الوقت الذي يعيش فيه الرجل بمدينة الدار البيضاء منذ عشرات السنين ويتمتع كما يتمتع باقي المغاربة بنصيبه من الحريات والحقوق كما هو حال علي سالم التامك العاطل عن العمل الدائم السفر إلى الجزائر وتندوف وكل المنتديات الدولية، وحين يعود تعود معه حقائب الدولار من الجزائر، فأي الطرق تنتظر الأقلام المهزومة أن يسلكها الإنفصاليون، طريق الوحدة وقلة الشي أو الإنفصال وحقائب الدولار، لقد اختاروا ريع الإنفصال و ليس الديمقراطية كما تحاول أن توهمنا الأقلام المهزومة المسلطة علينا من أجل خرم وعينا الجماعي.
المغرب اختار أن يتحمل من الميزانية العامة للدولة مستوى معيشي تفضيلي لساكنة الجنوب و هو إجراء يهم كل القاطنين و العاملين في الجنوب لا فرق فيه بين وحدوي أو انفصالي، و البقية هي مسألة مبدأ و من إختار ريع الإنفصال فله ذلك إلى أن ينضب معين الغاز و البترول و إلى أن يتحرر الشعب الجزائري و يقرر مصيره و يحكم نفسه بنفسه و يحاسب مسؤوليه على أموال الشعب الجزائري التي صرفها العسكر من أجل منفذ على المحيط الأطلسي، فمن أجله إختلقوا جمهورية و علم بدون أرض.
الأقلام المهزومة تريد أن تغيب التاريخ و الإستراتيجية كأن المغرب يعيش في قارة معزولة و تحاول أن تحول الإنتصار الأخير للدبلوماسية المغربية إلى هزيمة.
فلهم نذكر أن الحقيقة الساطعة الآن هي أن الولايات المتحدة الأمريكية سحبت مشروعها، و أن دبلوماسية الدولة المغربية كانت فعالة و للمغرب أسلحته التي تجعل أمريكا و غير أمريكا تحترم إرادة شعبه في الوحدة.
و إذا كان بوبكر الجامعي الذي يريد أن يفهمنا أنه لا يحب أمريكا فليكتب عن غوانتانامو و ليكتب عن فلسطين و عن العراق، أم أن السفر و الإقامة و الإشتغال في كردستان على حساب الجهات المعلومة لا يجعل لسانه مشحوذا إلا تجاه المغرب، فحقوق الإنسان و الديمقراطية في الجزائر محترمة بالكامل و تندوف هي قرآن منزل، و عسكر الجزائر من المقدسات معه تخرس الأقلام المهزومة.
يعرف الجميع و هذا الأمر ليس سرا أن قضية الصحراء بإعتبارها قضية المغاربة الأولى تحضى بإهتمام على أعلى مستوى داخل الدولة و كل القرارات الدبلوماسية التي يتخدها المغرب في هذا الملف هي قرارات سيادية يلعب فيها الملك الدور الأول و الأخير و ليس سرا كذلك أن الملك محمد السادس لعب دورا حاسما في تغيير الموقف الأمريكي و من الطبيعي أن يكون ثقل القرار حول الملف السيادي الأول بالمغرب يحضى بكل الأولوية التي تجعل جميع مؤسسات الدولة و جميع السلط من حكومة و برلمان تشتغل وفق إستراتيجية تحددها الدولة.
أعرف أن قرار مجلس الأمن كان صادما لأكثر من طرف داخل المغرب و خارجه، لكني لم أكن أتصور أن السعار سيصل بالأقلام المهزومة إلى درجة تغييب مقترح الجهوية الموسعة أو الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل ديمقراطي يمكن ساكنة المنطقة من تدبير شؤونها بنفسها، فهو حل ديمقراطي تم تجريبه في أكثر من دولة درءا للتفتيت في اسبانيا و انجلترا و غيرها من الدول التي رعى الإنفصال فيها صراع الحرب الباردة.
حل ديمقراطي مفتوح لساكنة المنطقة، لكن هذا الحل مرفوض في الجزائر فمن الطبيعي أن تغيبه لكم في افتتاحيتها المشتركة بالباطل، فهو حل قبلته جميع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن و يظل مرجعية معتمدة.
جينرالات لكم لا يريدون الحل، لا يفرحون حين ينتصر المغرب، و من أجلهم علينا أن نتنكر لإنتصاراتنا و أن ننصاع للجزائر و نسلم الصحراء للعاطلة أميناتو و للعاطل التامك و للموظف الغير المنتج المتوكل، حتى تفرح لكم لأن ديمقراطيتنا تسمح لبعض الإنفصاليين بالتظاهر و إحراق العجلات المطاطية و الإعتداء على رجال المؤسسات المكلفة بإعمال القانون في كل مرة يأتينا وفد أجنبي يحل ضيفا على أميناتو.
الأقلام المهزومة استكثرت أن ينتقذ بعض نواب الأمة كل المواقف اللاوطنية لبعض المحسوبين علينا و استكثرت أن ينتقد إعلاميونا مواقف بعينها مناهضة لوحدة التراب الوطني لأقلام أميناتو الكبار و القصار منهم و تريد أن تخرس الجميع.
جينرالات أميناتو المهزومون في ساحة الإعلام و السياسة تملكهم السعار و وقعوا افتتاحية مشتركة لأنهم يحبون المغرب و يكرهون الإنفصال، لا يعشقون تندوف و لا يريدون لنا الديمقراطية من طنجة إلى الڭويرة و لهذا كان لا بد لأمريكا من التشبث بمسودتها حتى يفرحوا بنجاح الدبلوماسية المغربية.
الله ينعل اللي ما يحشم.
أكورا بريس: حمو واليزيد