بيان مشترك: المغرب و’سانت لوسيا’ عازمان على تعميق تعاونهما الثنائي
فى الوقت الذي ينتظر فيه العالم بأكمله الاحتفال بعيد الحب. لا يطيق عشاق كرة القدم الأوروبية انتظارا لمساء الأربعاء لمشاهدة قمة مباريات دور ال 16 فى دورى أبطال أوروبا بين العملاق الأسبانى ريال مدريد ونظيره الإنكليزى مانشستر يونايتد.
الجميع ينتظر مشاهدة هذه المباراة حتى جماهير الفرق الأخرى. و على أى أساس يطلق على هذه المباراة قمة دورى أبطال أوروبا ؟ فالريال هو صاحب الرقم القياسى بتحقيقه 9 بطولات أوروبية. ويأتى من بعده الميلان صاحب ال 7 بطولات. إذن عندما يتقابل هؤلاء الفريقين يطلق على المباراة قمة دورى أبطال أوروبا.
وحتى من بعد الميلان يأتى ليفربول ب 5 ألقاب و بايرن مينويخ وبرشلونة وأياكس أمستردام 4 ألقاب. ثم يأتى مانشستر يونايتد وإنتر ميلان ب 3 ألقاب. فلماذا إذن تصنف مباراة ريال مدريد و مانشستر يونايتد بالقمة الأوروبية.
المسألة لا تتعلق بعدد الألقاب التى حصدها الفريقان. بل تتعلق بتاريخ مواجهتهم سوياً الحافل بالإثارة. والذى سنعرضه عليكم والذين سترون فيه أن كل مقابلة للعملاقين الذى يمر منها يتوج بالبطولة ماعدا مقابلة واحدة فى عام 2003 التى فاز بالبطولة وقتها ميلان الإيطالى. الشيء الأخر هو شعبية الفريقان حول العالم. و يأتى فى الأخير النجوم الموجودة فى الفريقان حالياً و على رأسهم المديران الفنيان فيرغسون و مورينيو.
هناك سبب إضافى هو أن الجميع ينتظر بشغف رؤية النجم البرتغالى كريستيانو رونالد الذى سيعود مع الميرنغى لمواجهة فريقه السابق لأول مرة. و هو الذى صال و جال فى قلعة الأولد ترافورد ل 6 سنوات توج فيها ببطولات عديدة منها دورى أبطال أوروبا عام 2008 البطولة الذى يحلم بتحقيقها مرة أخرى بقميص النادى الملكى.
الفريقان تقابلا فى جميع المسابقات 8 مرات. كانت اليد العليا لصالح ريال مدريد الذى فاز فى 3 مباريات مقابل فوزان لمانشستر يونايتد و تعادل الفريقان فى 3 مواجهات.
ستكون مواجهة الأربعاء (13 يناير الجاري) هى أول مواجهة تجمع الفريقان منذ 10 أعوام مضت منذ دور ربع النهائى فى نسخة عام 2003 من البطولة. و ربما ندرة مقابلة الفريقان تزيد الشوق لدى محبين كرة القدم لرؤيتهما سوياً مرة أخرى.
عادت بنا شبكة سكاى سبورت للوراء و عرضت أبرز مجطات تاريخ مواجهات الفريقان فى دورى أبطال أوروبا.
المواجهة الأولى كانت يوم 11 إبريل عام 1957 على ملعب السانتياغو بيرنابيو بالعاصمة الأسبانية أمام 135 ألف متفرج إستضاف الميرنغى فريق مانشستر يونايتد الذى كان يلقب وقتها بBusby Babes.
نسبة إلى المدير الفنى السير مات بسبى. و كانت هذه المباراة قبل حادثة سقوط طائرة فريق مانشستر يونايتد بعام و التى يطلق عليها كارثة ميونيخ الجوية عام 1958.
تألق الساحر أليفاردو دى ستيفانو فى هذه المباراة و أحرز هدف المباراة الثانى بعد إحراز اللاعب ريار أولى أهداف الميرنغى ثم رأسية تومى تايلور للشياطين الحمر أعادت الأمل للجماهير الإنكليزية. قبل أن يحرز إنريكى ماتيوس هدف فى الدقيقة 83 و تنتهى مباراة الذهاب بفوز ريال مدريد 3-1
ثانى مواجهة بينهما كانت فى نفس البطولة لقاء العودة من دور ربع النهائى يوم 25 إبريل عام 1957 فى ملعب الأولد ترافورد بحضور 60 ألف متفرج و كان ريال مدريد متقدم بهدفين و لكن إستطاع الشياطين الحمر أن يتعادلوا عن طريق تيلور و بوبى تشارلتون لتنتهى المباراة بنتيجة 2-2 و يعبر ريال مدريد لنصف النهائى و يكمل مشواره نحو إحراز اللقب.
المواجهة الثالثة جاءت بعد 11 عاماً يوم 24 إبريل عام 1968 لكن الوضع إختلف هذه المرة فأن مانشستر يونايتد كان يملك فريق الأأحلام بقيادة الثلاثى بوبى تشارلتون الذى كان بطل العالم مع المنتخب الإنكليزى قبل هذه المواجهة بعامين. و الأيرلندى جورج بيست و الهداف الأسكتلندى دينيس لو. الثلاثى الذهبى للشياطين الحمر الذى يوجد لهم تمثال حالياً أمام ملعب الأولد ترافورد.
كانت المباراة هذه المرة فى نصف النهائى أقيمت مباراة الذهاب فى الأولد ترافورد و إنتهت بفوز أصحاب الأرض بنتيجة 1-0 عن طريق الهداف جورج بيست فى الدقيقة 36.
مباراة العودة فى ملعب السانتياغو بيرنابيو يوم 15 مايو 1968 كانت مباراة قمة من العيار الثقيل إنتهت بتعادل الفريقان 3-3 و وصل مانشستر يونايتد للنهائى الأوروبى و توج بالبطولة للمرة الأولى فى تاريخه بعد هزيمة بنفيكا فى النهائى. و ليصبح السير مات بسبى المدير الفنى للفريق و النجم بوبى تشارلتون أسماء محفورة فى ذاكرة النادى للأبد. فبعد نجاتهم من الموت فى حادثة الطائرة عام 1958 يعودوا بعد 10 أعوام للدخول بالنادى إلى بوابة المجد الاوروبى.
4 إبريل من عام 2000 مواجهة نارية تجمع الفريقان فى دور ربع النهائى بعد غياب طويل. مانشستر يونايتد هو حامل اللقب فهو المتوج بنسخة عام 1999 أما ريال مدريد فهو المتوج بالنسخة التى سبقتها عام 1998 إذن فلقاء الفريقان لن يكون سهلاً.
الذهاب فى ملعب البيرنابيو ينتهى بتعادل الفريقان سلبياً لترتفع أمال كتيبة السير أليكس فيرغسون فى حسم مباراة العودة فى الأاولد ترافورد و الحفاظ على اللقب.
19 إبريل عام 2000 مباراة العودة فى الاولد ترافورد فى حضور 61 ألف متفرج و يحكمها الحكم الإيطالى الشهير كولينا و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن بالنسبة للجماهير الإنكليزية فيحرز روى كين هف بالخطأ فى مرماه فى الدقيقة 21 ثم يضاف ريال مدريد النتيجة فى الدقيقة 50 عن طريق راؤول غونزاليس قبل أن يمر الأرجنتينى ريدوندو من دفاع مانشستر يونايتد بطريقة ساحرة و يمرر كرة على طبق من ذهب لراؤول الذي أحرز ثالث أهداف الريال فى الدقيقة 52.
أصبح أصحاب الأرض متأخرين ب 3 أهداف و يحتاجون 4 أهداف للعبور. سجل ديفيد بيكهام هدف فى الدقيقة 64 بعد مجهود فردى مميز. قبل أن يتدخل الإنكليزى ستيف ماكمنامان لاعب ريال مدريد بعنف على روى كين و يحصل بول سكولز على ضربة جزاء يسجلها فى الدقيقة 88 ليقلص الفارق و لكن دون جدوى و إنتهت المباراة بفوز ريال مدريد 3-2 و عبر ريال مدريد لنصف النهائى و توج بالبطولة الثامنة فى تاريخه.
8 إبريل من عام 2003 يتقابل الفريقان فى دور ربع النهائى و تأتى مباراة الذهاب هذه المرة على ملعب السانتياغو برينابيو و التى يتفوق فيها ريال مدريد بنتيجة 3-1 فى مباراة أحرز فيها البرتغالى لويس فيغو هدفاً جميلاً ثم راؤول المتخصص فى تسجيل الأهداف فى شباك اليونايتد هدفين. قبل أن يقلص فان نيستلروى النتيجة بإحرازه هدف مانشستر يونايتد الوحيد ليفتح الإحتمالات لأى نتيجة فى مباراة العودة فى ملعب الاولد ترافورد و التى ستكون أحد أفضل المباريات فى الألفية الجديدة.
23 إبريل من عام 2003 مباراة العودة. المباراة التى يتذكرها جيداً مواليد أواخر الثمانينات و التسعينات. المباراة التى يصنفها البعض أحد أفضل المباريات فى تاريخ دورى أبطال أوروبا إن لم تكن الأفضل على الإطلاق. فى هذه المباراة كم من نجوم جيل واحد تجمعوا فى الفريق. فتخيل ريال مدريد كانت تملك كاسياس و فبرناندو هييرو و روبيرتو كارلوس و زين الدين زيدان و لويس فيغو و رونالدو و راؤول. بينما على الجانب الاخر كان مانشستر يونايتد يملك فابيان بارتيس فى حراسة المرمى و ريو فيرديناند و روى كين و فيرون و بول سكولز و رايان غيغز و فان نيستلروى و سولسكاير و بيكهام و نيكى بات و غارى نيفيل.
كل من يتمنى رؤية نجمه المفضل كان سيراه فى هذه المباراة. حتى أن شركات بيبسى للمشروبات الغازية لم تجعل هذا الحدث يمر مرور الكرام. بل أقامت إعلان خصيصاً لهذه المباراة جمع بين أبرز النجوم فى الفريقين.
المهمة كانت أصعب على أصحاب الأرض الذين كانوا يحتاجوا للفوز بفارق هدفين أو 3 إذا زادت أهداف الريال عن هدف واحد. بدأ السير أليكس فيرغسون المباراة بمفاجأة مدوية بإجلاس نجم مانشستر يونايتد وقتها ديفيد بيكهام على مقاعد البدلاء بسبب واقعة الحذاء الشهيرة. و لكن المباراة شهدت حضور الظاهرة رونالدو مع الريال بأفضل أداء له فى مباريات دورى أبطال أوروبا حيث دك شباك الحارس فابيان بارتيس بهاتريك. الريال تقدم 3 مرات عن طريق رونالدو و كان مانشستر يونايتد يتعادل حتى أصبحت النتيجة 3-2 بعد إحراز فان نيستلروى هدف لمانشستر يونايتد و إيفان هيلغيرا هدف عن طريق الخطأ فى مرماه.
يضطر فيرغسون إلى الدفع ببيكهام من على مقاعد البدلاء أملاً تحسين النتيجة. و يتألق قائد منتخب إنكلترا وقتها و يسجل هدفين أحدهما ضربة حرة مباشرة لم يستطيع كاسياس التحرك تجاه الكرة لسرعتها و لكن هدفين بيكهام لم يشفعوا لمانشستر يونايتد للتأهل لإنهم كانوا يحتاجون للفوز بنتيجة 6-3 و لكن المباراة إنتهت بنتيجة 4-3 و كان أخر لقاء بينهما الذى لا ينسى أبداً من ذاكرة أى مشجع كرة قدم شاهده على القنوات المحلية قبل ظهور قنوات الجزيرة الرياضية و ظهور حقوق البث و التشفير. فهل سنرى هذا العام مباراة تعود بنا للزمن الجميل.و هل من يعبر من هذه المباراة سيرفع الكأس ذات الأذنين…تفصلنا ساعات و نرى قمة دورى أبطال أوروبا. التى تستحق بالفعل أن يطلق عليها قمة مباريات القارة العجوز.