الملك محمد السادس يوجه خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء
بقلم: الحسين يزي
اجتهد المرشحون الخمسة لمنصب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في تذكير الرأي العام بقيمة حزب من طينة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في الماضي والحاضر والمستقبل.
المرشحون الخمسة (فتح الله ولعلو، الحبيب المالكي، أحمد الزيدي، إدريس لشكر ومحمد الطالبي) حلوا مساء أمس الأربعاء 12 دجنبر الجاري، ضيوفا على برنامج “مباشرة معكم” (القناة الثانية دوزيم)، الذي يديره الزميل جامع كلحسن.
لا يمكن إنكار أن الإخوة المتنافسون الخمسة (قبل أن يُعلن الصحفي محمد الطالبي سحب ترشيحه على الهواء مباشرة)، أبدعوا في الحديث عن “الاتحاد”، والكشف عن أخطاء بعض قياداته، وعن الثمن الذي أداه تنظيميا وهيكليا وجماهيريا، مقابل انخراطهم الشجاع والوطني في تشكيل قنطرة المرور من “نهاية عصر وبداية فجر جديد”. وبعد هذا الدور التاريخي استمر الاتحاد الاشتراكي في الحكومات التي تلت مرحلة التناوب…وحكاية 13 سنة من التسيير معروفة بإيجابياتها وسلبياتها.
قد يكون كل من استمع، ليلة أمس، إلى حديث كل من ولعلو والمالكي والزايدي، ولشكر والطالبي، شعر (مثل كاتب هذا المقال)، بنوع من الانشراح في الصدر والعقل والوجدان. لم يكن مصدر هكذا إحساس هو شخوص الضيوف، ولكن المصدر كان هو حضور روح وقيم حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”.
قد يكون أغلب المغاربة الذين تتبعوا فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات الأخيرة، وترؤس أمينه العام، عبد الإله بن كيران، للحكومة المغربية، شعروا بأن الديمقراطية في المغرب تعافت، وأنها تسير في الطريق الصحيح، لكن أغلب هؤلاء المغاربة قد يكونوا أحسوا على مر الشهور التي أُعلن فيها عن تشكيل حكومة بن كيران بنوع من الضيق في الصدر والعقل والوجدان، بسبب طبيعة خطاب “آل حزب العدالة والتنمية”، بما في ذلك خطاب الرئيس بن كيران.
منطلق طبيعة خطاب “آل العدالة والتنمية”، هو فرض الذات كحزب في علاقته بالدولة، وفي علاقته مع باقي التشكيلات السياسية، الحلفاء والخصوم على حد سواء. منطق كهذا يبقى سليم من حيث المبدأ، بما أن “آل العدالة والتنمية” يريدون أن يؤكدوا للمغاربة أنهم لن يكونوا حزبا صوريا، وإنما حزبا نافذا وصاحب قرار في تسيير شؤون البلاد.
ما لم ينتبه إليه “آل العدالة والتنمية” أن تنفيذ منطق خطابهم الحالي قد تكون له مضاعفات جانبية، أخطرها الإحساس بالضيق في الصدر والعقل والقلب، مصدره: الرأي الوحيد، والموقف الوحيد، والصدق الوحيد، والإيمان الوحيد، والثقة الوحيدة، والبديل الوحيد، والنقاء الوحيد، والطهارة الوحيدة، والشفافية الوحيدة.
أغلب المغاربة “اتحاديو” الهوى..ونعم للتعددية والاختلاف والرأي والرأي الآخر.