إيطاليا: ذ. بدران محمد
يتحدث المحققون على أن جرس الإنذار ضرب مؤخرا في جميع أرجاء التراب الوطني الإيطالي قبل أكثر من أي وقت مضى في ظل الاعتقالات الكبيرة والتحقيقات المستمرة والتي بدأت تطيح بخلايا لم تكن معروفة لديهم من قبل، وهذا ما جعل كل القوى تتكاثف للقضاء على آفة التهريب والتجارة في المخدرات. كما ينوّهون بهذه العملية الكبيرة التي كانت نتاج عمل مشترك بين قائد المنطقة الدركية (أونطينيو لابيانكو) وقائد محطة (فيكارانو مايناردا ) الماريشال (أليكساندر فرودجا) ومجموعات أخرى بالمنطقة. وذلك لسببين اثنين، أولا: انتشار ظاهرة السطو والسرقة الغير معهودة من قبل في تلك المنطقة، وثانيا: قضية ما آلت إليه الحملة السابقة والتي سبق أن أطاحت بالمغربيين اللذين كانت بحوزتهما نصف قنطار من الحشيش. لكن هذه المرّة تمّت العملية عن طريق التبليغ من أطراف خارجية قادتهم إلى مسرح العملية عن طريق مكالمتين هاتفيتين.المكالمة الأولى:عبارة عن وشاية من بعض المواطنين الذي أخبر عن سيارة من نوع سيتروين C5 عائلية مكسّرة الزجاجة الخلفية والتي أثارت فضوله في تلك الصبيحة وهو في طريق الذهاب إلى عمله،بينما المكالمة الثانية:جاءت من طرف شرطة بلدية (فيكارانو) والتي أتبثت بدورها حالة السيارة الواقفة في شارع (أرجيني رينو) بالطريق العام.
بعد وصول عناصر رجال الدرك لعين المكان صبيحة يوم الجمعة المنصرم على تمام الساعة الثامنة والنصف لمعاينة الحدث والوقوف على تفاصيل الأسباب وتسجيل الأضرار،تطلّب منهم بعض الوقت في إجراء تحقيقات عن طريق اتصالات سريعة بمصالح ذات الصلة، مكّنتهم من معرفة بيانات عن مالك السيارة.والذي قادهم إلى سيدة إيطالية من أصل روماني تدعى (كلاوديا كرودسا) تبلغ من العمر 40 سنة ذات سوابق في قضايا أخرى لا تتعلق بالمخدرات.وبعد الشروع في التفتيش الروتيني داخل السيارة،عثروا بداخل الصندوق الخلفي على 246 قطعة من الحشيش تزن كل واحدة منها ما يقرب نصف كيلو،ولوحة تفوق 250 جرام ،و35 حبّة بوزن 9 جرامات ونصف.بما مجموعه 130 كيلو من الحشيش المعدّ للتوزيع في سوق المخدرات ،حيث حدّدته تقديرات خبراء محاربة المخدرات بمبلغ 700.000 أورو ،كما عُثر كذلك على مبلغ 17.000 أورو نقدا.هذا ما دفع بالدركيين على التوّ إلى الاتصال بقاضي التحقيق السيد (فيليب ودي بينيديتو) للحصول منه على رخصة تفتيش شقة المتهمة الكائنة بمنطقة (فيكارانو مايناردا)،وعلى الفور حاولوا القيام في تلك الصبيحة بزيارة السيدة (كلاوديا)، التي أتضح من بعد التحقيق على أنها تعيش مع شاب مغربي اسمه أ.العماري عمره 27 سنة،يشتغل حمّال بدون سوابق يعيش معها في تلك الشقة التي اكترتها في بداية فصل الصيف،والذي عاد قريبا من المغرب حسب أختام جوازه.
وعند تفتيش الشقة عثر رجال الدرك على كرة من الحشيش بوزن 9 غرامات ونصف مغلفة مثل تغليف البضاعة التي كانت داخل السيارة،وعلى مبالغ نقدية تتجاوز 22.000 أورو من كل الفئات والأحجام.وعلى ميزان دقيق لوزن المخدرات أخفقت المتهمة في تغييبه عن الأنظار،كما وجدوا بالشقة الشاب المغربي العماري وشخصين آخرين. أسفرت هذه العملية في صباح واحد على إلقاء القبض على متهمين بتهمة التجارة في المخدرات وإلحاق الضرر بالآخرين في حقّ السيدة الإيطالية والشاب المغربي الذي قاد السيارة إلى المكان الذي وجدت فيه ،والذي كان على أهبة الاستعداد لتوزيع البضاعة على تجار التقسيط خارج مقاطعة (فيكارونو) حسب تصريحات المحقّقين .كما سيخضع الشخصان الآخران للتحقيق للوقوف على براءتهما أو إذانتهما فتصبح آنذاك قضية عصابة تهريب وترويج مخدرات.ولم تكد تطل الشمس على شرفة الشقة حتى إلتحق العماري بسجن (أرجينوني) و السيدة كلاوديا بسجن (بلادوتسا ديلادونّا) الخاص بالنساء.وبغض النظر عما سيحدث بعد هذا الاعتقال، وهو ما ستطلعنا عليه الأيام الأيّام المقبلة من خبايا نجهلها الآن.
تسرّبت إلينا أخبار بأن خط هذه المتهمة التي أتت من بولونيا سيجرّهم إلى ربط هذه العملية بعملية المغربيين اللذين ألقي القبض عليهما مؤخرا وبحوزتهما نصف قنطار من الحشيش ، كون أن أحدهما يسكن (ببورطو مادجوري) ببولونيا وهذا ما سيقرن في البحث بين العمليتين.كما أن التحقيقات جارية من طرف الإدارة المركزية لمحاربة المخدرات لتصل إلى كل أفراد العصابة وإلى خارج إيطاليا لمعرفة الجهة التي قدمت منها هذه الكميات الكبيرة التي تغذي السوق الإجرامية بإيطاليا.