منير العكش، صاحب الكتاب القنبلة
أكد أستاذ الإنسانيات واللغات الحديثة ومدير البرنامج العربي في جامعة “سفك” في بوسطن في الولايات المتحدة، السوري المولد، منير العكش، وجود خطط أمريكية لتعقيم ملايين من الأمريكيين وغيرهم في دول أخرى بالعالم الثالث. وقال إن الدافع إلى ذلك هو الحفاظ على صفاء أو تميز جنسي في الولايات المتحدة ومحاربة الفقر والقضاء على النمو السكاني في العالم.
وجاء ذلك في كتابه المعنون “أمريكا والإبادات الجنسية: 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض”، الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز، الأربعاء 18 شتنبر الجاري.
والعكش في كتابه هذا، كما في كتابه السابق “أمريكا والإبادات الجماعية”، من الذين يجمعون مواد كثيرة وغنية وموثقة، لكنها ليست منظمة ومنسقة ومبوبة بشكل كاف، وهي تثير اهتمام القارئ لكنه يغرق فيها إذ إنها لا تتبع منهجاً منظماً، وفقاً لـ”رويترز“.
وتحت عنوان “مقدمة.. تعقيم 14 مليون أمريكي” كتب العكش يقول “إن تعقيم 14 مليون أمريكي هو العنوان الذي صدرت به صحف ومجلات إمبراطور الإعلام، وليام هيرست، في أواخر سبتمبر/أيلول 1915، منذرة بخطر الحرب الأمريكية على المستضعفين في الأرض، وتدمير نسلهم في الأرحام، ومحذرة من أن الطبقات الحاكمة ترسم مستقبل أمريكا والعالم بالدم“.
وأضاف أنه في “14 أكتوبر/تشرين الأول، كتبت صحيفة “سان فرانسيسكو ديلي نيوز” افتتاحية بعنوان “من أين نبدأ؟”، وجاء فيها أن “ملايين السيدة هاريمان، أرملة متعهد السكك الحديدية، مضافة إلى ملايين روكيفلر وكارنيجي، ستخصص لتعقيم مئات الآلاف من الأمريكيين من ضعاف العقول سنوياً بهدف تحسين النسل“.
وورد في الافتتاحية “صحيح أننا لا نعرف ماذا ستفعل ملايين هؤلاء الموسرين المتنفذين للناس العاديين، ولكننا نعرف أن أموالهم تشتري حكومات الولايات المتحدة وتخرق الدستور وتحتفظ بسلاح خاص لقتل الرجال والنساء والأطفال“.
وثائق أمريكية
وقال العكش “قرأت هذه الافتتاحية قبل سنوات، لكنها لم تستيقظ في ذاكرتي إلا قبل حوالي سنتين، عندما كنت أبحث عن وثائق الدولة التي وعدت الحكومة الأمريكية بإنشائها للهنود الحمر غرب المسيسبي، يومها وبالمصادفة عثرت على وثيقة من 107 صفحات وضعها الدكتور هنري كيسنجر عام 1974 عندما كان مستشاراً للأمن القومي“.
وتابع “هذه الوثيقة التي أشارت في سطرها الأول إلى أنها وضعت بتوجيه من الرئيس جيرالد فورد ترسم بدم بارد خطة لتعقيم وقطع دابر نسل 13 دولة في العالم الثالث بينها مصر وذلك في مهلة لا تزيد على 25 سنة“.
وأضاف “وبعد أقل من ثلاثة أعوام (في 1977)، كشف الدكتور رايمرت رافنهولت، مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكان التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عن تورط جامعتي واشنطن وجونز هوبكنز في هذا البرنامج، وعن بدء الحكومة الاتحادية بالإجراءات العملية لإطلاقه، حيث رصدت الميزانية الكافية لتأمين الشروط والوسائل اللازمة لتعقيم ربع نساء العالم من النساء القادرات على الحمل (وهن في تقريره 570 مليون امرأة) وقطع دابر نسلهن إلى الأبد“.
وقال الكاتب “هذه المذبحة الخفية لنسل الملايين من الفقراء والمستضعفين داخل أمريكا وخارجها هي موضوع هذا الكتابـ فهي لم تبدأ مع كيسنجر، ولم تتوقف مع انهيار الاتحاد السوفيتي، بل لعلها بلغت أوج سعيرها اليوم في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، وهي في النهاية كما سيرى القارئ وجه آخر لثقافة الإبادات التي عاشت عليها فكرة أمريكا المستمدة من فكرة إسرائيل التاريخية: فكرة احتلال أرض الغير واستبدال شعب بشعب وثقافة وتاريخ بثقافة وتاريخ“، بحسب ما ذكر الكاتب.