يحتفل العالم يوم 12 يونيو 2012 باليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال. ويركز الاحتفال بهذا اليوم هذه السنة، على ما تبقى من المسار المحدد بالورقة المعتمدة من طرف المجتمع الدولي سنة 2010 بهدف القضاء على أسوأ أشكال تشغيل الأطفال في أفق 2016. وقد اختير لاحتفالات هذه السنة شعار “حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية: يدا بيد لإنهاء عمل الأطفال”.
وبهذه المناسبة، وككل سنة، تذكر المندوبية السامية للتخطيط ببعض المعطيات حول ظاهرة تشغيل الأطفال بالمغرب والتقدم الذي أحرزته بلادنا في مجال مكافحة هذه الآفة. وتستخلص هذه المعطيات من البحث الوطني الدائم حول التشغيل، الذي ينجز سنويا لدى عينة تتكون من 000.60 أسرة تمثل مجموع التراب الوطني والفئات الاجتماعية وتمكن من التتبع الدقيق لتطور وخصائص الأطفال المشتغلين وكذا أسرهم.
تطور ظاهرة تشغيل الأطفال
وهكذا، يتبين من خلال معطيات هذا البحث، أن عدد الأطفال المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 وأقل من 15 سنة بلغ، سنة 2011، 000.123 طفل، أي 2,5% من مجموع الأطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة العمرية. وقد عرفت هذه الظاهرة تراجعا كبيرا منذ 1999، حيث كانت تهم قرابة 9,7% من مجموع الأشخاص المنتمين لهذه الشريحة العمرية، أي 000.517 طفل.
تتمركز ظاهرة تشغيل الأطفال بالوسط القروي، حيث تهم 5% من الأطفال (113.000) مقابل 16,2% سنة 1999 (452.000 طفل). أما بالوسط الحضري، فتهم هذه الظاهرة 0,4% من الأطفال الحضريين البالغين مابين 7 وأقل من 15 سنة (10.000) مقابل 2,5% سنة 1999 (65.000 طفل). وعموما، فان أكثر من تسعة أطفال نشيطين مشتغلين من بين عشرة(91,7%) يقطنون بالوسط القروي. علاوة على هذا، تهم هذه الظاهرة الفتيان أكثر من الفتيات، حيث أن حوالي ستة أطفال من بين عشرة هم ذكور. وتتراوح هذه النسبة ما بين 53,3% بالوسط القروي و 87,3% بالوسط الحضري.
فيما يخص ظروف عملهم، فإن 24,9% من الأطفال يشتغلون بالموازاة مع تمدرسهم و 53,9% غادروا المدرسة بينما لم يسبق ل 21,2% منهم أن تمدرسوا. و تعزى أسباب عدم تمدرس الأطفال المشتغلين أساسا إلى عدم اهتمام الطفل بالدراسة (%37,3)، انعدام الوسائل المادية لتغطية مصاريف التمدرس(19,4%) ، عدم توفر مؤسسة للتعليم بمحل الإقامة أو صعوبة ولوجها بسبب معيقات جغرافية أو مناخية (16,2%) وضرورة مساعدة الأسرة في أنشطتها المهنية (9,8%).
يبقى تشغيل الأطفال متمركزا في قطاعات اقتصادية معينة. وهكذا، فإن قطاع “الفلاحة والغابة والصيد” يشغل قرابة93,6% من الأطفال بالوسط القروي. أما بالوسط الحضري، فإن قطاعي “الخدمات” (54,3%) و”الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية” (26,5%) يعتبران أهم القطاعات المشغلة للأطفال.
وحسب الحالة في المهنة، فإن أكثر من تسعة أطفال مشتغلين بالوسط القروي من بين عشرة هم مساعدون عائليون. أما بالوسط الحضري، فحوالي نصف الأطفال يعملون كمتعلمين (%44,3)، وأكثر بقليل من الربع كمساعدين عائليين (%26,3) كما أن طفل من بين خمسة يعمل كأجير(20,4%) وطفل من بين عشرة كمستقل (9,1%).
المحيط الأسري للأطفال المشتغلين
تهم ظاهرة تشغيل الأطفال 98.122 أسرة، أي1,5% من الأسر المغربية، متمركزة أساسا بالوسط القروي ( 88.631 أسرة مقابل 9.491 أسرة بالمدن). كما أن هذه الظاهرة تهم بالخصوص الأسر الكبيرة الحجم، حيث تبلغ نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفل مشتغل 0,4% بالنسبة للأسر المكونة من ثلاثة أفراد و ترتفع تدريجيا مع حجم الأسرة لتصل 3,7% لدى الأسر المكونة من ستة أفراد أو أكثر.
إذا كانت نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفلا مشتغلا شبه منعدمة لدى الأسر المسيرة من طرف شخص له مستوى دراسي عال، فإنها تبلغ 2,6% لدى الأسر المسيرة من طرف شخص بدون مستوى دراسي. أما حسب نوع نشاط رب الأسرة، فإن هذه النسبة تنتقل من 0,4% لغير النشيطين إلى 0,6% لدى العاطلين لتصل إلى 1,9% لدى النشيطين المشتغلين.
أكورا بريس: الزاهيدي أبو ريشة