انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
بعد مرور أسبوع على اندلاع أزمة دفاتر التحملات التي شغلت الرأي العام الوطني و”الحروب الكلامية” التي أشعلتها، استقبل الملك محمد السادس عشية الأحد الماضي كلا من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير الدولة عبد الله باها، ووزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، حيث ذكرت مصادر “الصباح” أن هذا الاستقبال الملكي يدخل في إطار صلاحية المؤسسة الملكية التحكيمية من أجل حماية الدستور والسهر على احترامه وضمان السير العادي للمؤسسات الدستورية. وجاء في المقال الذي تصدّر الصفحة الأولى من اليومية المذكورة أن التوجيهات الملكية تضمّنت دعوة إلى احترام التعددية اللغوية والفكرية والتنوع الثقافي الذي يطبع المجتمع المغربي، وما نصّ عليه الدستور الجديد من مقتضيات هامة في مجال الحقوق والحريات. توجيهات الملك محمد السادس لهذا الثلاثي، حسب مصادر “الصباح” ترمي إلى أن تعكس السياسة الإعلامية التنوع المذكور في قنوات القطب العمومي بعد الضجة التي خلقها مشروع مصطفى الخلفي. كما شكّل هذا الاستقبال الملكي مناسبة لتأكيد جلالته لرئيس الحكومة المغربية ضرورة استبعاد الدين في النقاش العمومي والسياسي، خاصة أن إمارة المؤمنين هي المخول إليها الإفتاء عبر المجلس العلمي الأعلى. من جهتها تطرقت يومية “أخبار اليوم” لهذا الاستقبال الملكي، إذ أشارت هذه اليومية أنه كان السبب وراء تغيير وزراء العدالة والتنمية لهجتهم ودافعا للتخفيف من حماسهم، مشيرة إلى أن وزراء “البيجيدي” صاروا يتحدثون عن إمكانية إدخال تعديلات على دفاتر التحملات، ومن أبرزها إعادة نشرة اللغة الفرنسية إلى توقيتها السابق في قناة دوزيم، والحفاظ على نفس نسبة البث الخاص باللغة الفرنسية. هذا وتلمّح “أخبار اليوم” إلى احتمال ظهور تعديلات اخرى خلال الاجتماع غير الرسمي الذي دعا إليه بنكيران مباشرة بعد لقائه بالملك، وهو الاجتماع الذي تحدث فيه عبد الله باها عن “التدرج في الإصلاح”.
وعلى صعيد آخر، كتبت يومية “الاحداث المغربية” تحت عنوان “خرجات بنكيران تضعه في ورطة مع الديوان الملكي” وهو المقال الذي أشارت من خلاله “الأحداث المغربية” أن بنكيران حلّ بالديوان الملكي لتوضيح عدد من الأمور المتعلقة بالمستجدات التي طفت على الراهن الوطني”، مبرزة أن بعض المصادر أكّدت أنّ مباحثات رئيس الحكومة مع الملك تعلقت بتوضيحه لبعض الأمور المتعلقة بتصريحاته التي تناقلتها وسائل إعلام دولية بالإضافة إلى تصريحات برلمانيي حزبه، لكن “الأحداث المغربية” تقول كذلك إن الاتصال الملكي برئيس الحكومة لا يتعلق بما سبق ذكره، بل بالتفاصيل المتعلقة بدفتر التحملات المرتبطة بالقطب العمومي ملمّحة بدورها إلى إمكانية إدخال بعض التعديلات على هذه الدفاتر، ومشيرة في نفس الوقت إلى أن هاتف رئيس الحكومة ظل يرن دون مجيب وهو نفس الشيء الذي عاشته هذه الجريدة مع وزير الدولة عبد الله باها فيما كان هاتف مدير ديوان رئيس الحكومة غير مشغل.
وبنبرة أقل حدّة، خصصت يومية “المساء” صفحتها الأولى للاستقبال الملكي للثلاثي بنكيران، باها والخلفي. وذكر مصدر “المساء” أن الخلفي قدّم تقريرا إلى الملك خلال هذا اللقاء تحدث فيه عن مختلف المراحل والمحطات التي مرّت منها دفاتر التحملات قبل إخراجها للوجود، فيما ذكرت بعض المصادر الأخرى ان الملك أبدى بعض الملاحظات “البسيطة” حول مضامين هذه الدفاتر، لكنه كان في المجمل داعما للإصلاح. كما أشارت نفس اليومية إلى أن بعض قياديي حزب العدالة والتنمية عاتبوا على بنكيران انتقاده المحيط الملكي، فيما قال هذا الأخير في توضيح بعث به إلى وكالة “رويترز” إن تصريحاته انتزعت من سياقها.
إعداد: نبيل حيدر