تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاستثنائي الذي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة بوزنيقة مساء الجمعة 17 فبراير الجاري، بإعلان الأمين العام للحزب “محمد الشيخ بيد الله” عن عدم ترشحه لولاية ثانية. جاء ذلك في ختام الكلمة التي ألقاها بالمناسبة مشيرا إلى أنه سيظل مناضلا غيورا على الحزب وصامدا في كل المحطات.
وعرف المؤتمر الذي نظم تحت شعار “من أجل تحصين الاختيار الديمقراطي” حضور مجموعة من الفعاليات السياسية من المغرب وخارجه وكان في مقدمة الحضور وزير الدولة “عبد الله بها”، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “نبيل بنعبد الله”، وأعضاء عن الأحزاب الاشتراكية بأوربا منهم الحزب الاشتراكي الإيطالي، الحزب الاشتراكي الفرنسي، الحزب الاشتراكي الاسباني، الحزب الاشتراكي البلجيكي، إضافة إلى حزب العمال الهولندي وممثلين عن الحزب الليبرالي البلجيكي، حزب الحرية الإيطالي، حزب من الأكوادور والحزب القومي الكتلاني، وكان الحضور الجزائري ممثلا بحزب “من أجل الثقافة والديمقراطية”، كما حضر ممثلين عن حزب العدالة والتنمية، وقادة من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والحركة الشعبية، وكانت لحظة تقديم حضور قادة حزب التجمع الوطني للأحرار قد قوبلت بصفير واستهجان الحضور وهو الشيء الذي أزعج العماري الذي رفع صوته قائلا:”الاحترام واجب، فهما أصدقاؤنا وحلفاؤنا علينا أن نرحب بهم”، وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور منظمات حقوقية وثقافية ووجوه فنية وأعضاء عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب.
واعتبر “إلياس العمري” حضور الوفد الفلسطيني بالحضور الخاص والمتميز، حيث طالب الحضور بالوقوف لتحيتهم مع قراءة الفاتحة على شهداء فلسطين وهي اللحظة التي عرفت تفاعلا كبيرا وهتافات الحضور، بالمقابل أشار العماري إلى أن الحزب توصل برسالة اعتذار من حركة حماس التي لم تحضر لأسباب أمنية كما جاء في الرسالة، كما قوبل حضور مواطنين من تندوف بترحاب خاص من الحضور وهتافات والشعار الخالد “سبتة ومليلية والصحراء مغربية”.
وحرص إلياس العماري على أن حضور اللغة الأمازيغية من خلال كلمة ألقيت بالمناسبة وهي اللحظة التي علق فيها العماري قائلا:”الحكومة لم تضع بعد القانون التنظيمي حتى نعرف من يتقدم في خطاباتنا هل العربية أم الأمازيغية؟”ّ.
من جانب آخر اعتبر بيد الله الأمين العام للحزب في مستهل كلمته أن انعقاد المؤتمر الاستثنائي جاء تنفيذا للوعد الذي قطعه الحزب قبل المرحلة الانتخابية الأخيرة، وجاء استثنائيا لأن بلادنا تعيش زمنا استثنائيا بعد خروجها من مرحلة توجت بدستور جديد استمد شرعيته من المصادقة الشعبية الواسعة عليه في وقت تشهد فيه المرحلة المقبلة الحاجة إلى عملية تنزيل للدستور على نحو ديمقراطي وخلاق وهذا ما يجعل المغرب بحاجة إلى وقفة متأنية حسب تعبيره، واعتبر أن الحزب بحاجة إلى تطوير أطروحته وتوضيح هويته معتبرا أن حزب كذلك لم يجد بعد الوصفة القادرة على توضيح فلسفته، ولم تفت بيد الله الإشارة إلى معاناة حزبه من الحملة الممنهجة والاتهامات المجانية والتي فرضت على الحزب ضرورة تفنيد كل ما جاء فيها، كما اعتبر أن حزبه تحمل ضريبة باهظة الثمن بعد أن تخلى عن بعض المناطق لصالح أحزاب التحالف خلال الانتخابات الأخيرة.
المؤتمر عرف مشاركة أزيد من 3000 مؤتمر يمثلون مختلف جهات المملكة بميزانية قدرت بحوالي 8 ملايين درهم.
أكـــورا بريس / تغطية خديجة بـــراق / بوزنيقة