بقلم: عبد الحميد جماهري: “كسر الخاطر” بيومية الاتحاد الاشتراكي
في السنة الجديدة سأكون أكثر حظا
معها، أولا، حيث سينبت شجر طويل في شعرها يمتد جسرا إلى السماء كلما قادني حلمها..
وستغفر لي وتطويني كوردة في كتاب بين ذراعين من سحاب ومن شغف، وتمسح جبيني من بقايا القدر،
سأكون أكثر حظا مع الحظ أيضا.
سأكون أكثر حظا،
سيزورني، قطرة قطرة
ويصبح نهرا كبيرا تشتعل فيه السنين القديمة..
ولن يعود مثل خط جميل في منمنمة فارسية.
الأرض، أيضا، سأكون أكثر حظا معها،
ستصبح قمر شعب آخر،
وتصبح تفاحة خضراء،
يصب فوقها الأطفال ضوء عيونهم وماء الأحلام.
في السنة القادمة سأكون أكثر حظا
مع الأعداء،
لن يهاتف أحد بيتي ويسبني في السماعة،
ويعرض على فلذات كبدي وعلى زوجتي كل العيوب ويهددني باليوتوب،
سيكون الأعداء في الجهة العمياء من أحقادهم،
وسيكونون أكثر لطفا معي ورأفة بالأبناء.
السنة الجديدة، أيضا،
لن أتصل برئيس الشرطة القضائية
وأخبره أنهم، للمرة الثانية، يتسللون إلى سيارة الزوجة ويفتشونها،
وللمزيد من التنكيل يتركون المال والمسجلة،
وفيها رسالة غير ناطقة.
في السنة القادمة سأكون أكثر حظا مع السياسة،
سيطلب الناس المزيد من الهجوم
على لصوص منتخبين حديثا،
ولن يتهددني أحد بنهاية غير مشرفة على قارعة الطريق..
سأكون أكثر حظا مع الطبيب،
مع الصيدلي،
ومع الجراحين..
فلن أحل ضيفا عليهم بسبب تعب في القلب، وتعب في القفص الصدري
أو دم بارد في الركبتين.
سأكون أكثر حظا مع بائع الأسطوانات وبائع اللوحات
ومع الشعر أيضا،
سأجد الذي يجمع المسيح وغيفارا .. وطرفة بن العبد..
سأجد قلبا كبيرا مرسوما على شجرة الأنساب..
في السنة القادمة لن يتمرن تلميذ صغير على تهديدي بالقتل،
أنا والسفير الفرنسي،
وزميله الأمريكي،
سأكون أكثر حظا وسيفصل لي ترهيبا على مقاسي.
سأكون أكثر حظا مع البنك،
لن يقتطع كل الحوالة،
لدفع مستحقات متأخرة عن فقر سابق..
في هذه السنة، سأكون أكثر حظا من السنة التي انصرمت،
لن تعود كلها في السنة الحالية..
سأكون أكثر حظا مع الفقهاء،
وستكون فتاويهم قريبة من العقل
وبعيدا عن نكاح الزوجة الميتة..
في السنة الجديدة ربما سيكون عدد الورود في اليوم
أكثر من طلبات المساعدة،
ومن التعازي،
ومن صور المسؤولين،
ومن التدشينات،
ومن برقيات الأعياد الوطنية للدول الشقيقة،
ومن طلبات الاقتراض..
في السنة الجديدة، سأكون أكثر حظا
وأحقق حلما قديما..
كتابة رواية عن الحب والثورة والمرتزقة
وعن أبطال من ذهب..