المعتقلون الإسلاميون على خلفية ملفات ما يسمى بالسلفية الجهادية يضاعفون من مجهوداتهم في طريق المراجعة الفكرية ونبذ أخطاء الماضي، رغم اعتراض عدد ممن كانوا يتقاسمون معهم نفس الأفكار التطرفية، بل ورغم حتى المضايقات التي تُمارَس عليهم من كثير من الإسلاميين المناوئين لمسيرتهم لإصلاح الذات.
فمنذ أكثر من سنة، ومجموعة من معتقلي السلفية الجهادية، خصوصا بسجن عكاشة بالدار البيضاء، يُردِفون الإشارات تلو الأخرى ليبرهنوا على صدق عدولهم عن الأفكار التكفيرية ودخولهم الخالص في مرحلة جديدة عنوانها التوبة، ويجاهدون من أجل إقناع من يلتمسون فيهم بذور الصلاح و لإصلاح من معتقلي الصف الإسلامي حتى يشاركونهم جني ثمار هذه المراجعة، ويتطلعون بعين الأمل إلى غد ينعمون فيه بالحرية المستحقة والاندماج الاجتماعي المثمر.
أم آدم المجاطي التي ضاعفت مؤخرا من الخرجات الإعلامية لتسويق صورتها كنقطة وصل بين المنظمات الإنسانية الدولية وعائلات المعتقلين، كانت ربطت الاتصال مع بعض من هؤلاء المعتقلين الإصلاحيين لحثهم على التشبث بالفكر التكفيري الإقصائي ذي الحمولة الإرهابية و العمل على الاحتجاج المستمر من داخل المعتقلات.
إنه منطق يحيل على ثلاثة فرضيات: أولاها أن السيدة الفاضلة تُكِنُّ عداءً دفينا يعلم الله مصدره تسعى لتصريفه بكل الأشكال الانتقامية ضد مصالح الجهاديين المعتقلين، الفرضية الثانية تكمن في الولاء لفكر غريب عن الحضارة المغربية تبذل كل الجهود لتأصيله بين العباد.
أما الفرضية الثالثة فتقودنا لمبدأ استمرار صنبور “المحسنين” الأجانب مفتوحا ما دامت السجون المغربية تستضيف إسلاميي السلفية الجهادية، وما دامت احتجاجاتهم وعائلاتهم متتالية، أي بالعربية استمرار الشروط الضرورية لاستدرار وجلب المساندات الأجنبية لها ولجناح القاعدة داخل السجون الذين يُسَمُّون أنفسهم تيار معتقلي التوحيد والجهاد.
أكورا بريس